خلال فترة الأزمات المتعاقبة والصعبة التي نمر بها (تدهور وضع الليرة، الأزمة الاقتصادية، والآن أزمة الكورونا وتداعياتها)، بدأت تظهر في خاطرنا الكثير من الأسئلة الوجودية، ومن أهمها مثلاً: ماذا سوف نفعل إذا انقطع الغذاء والمواد الأساسية من الأسواق؟
وبدأنا أيضا نكتشف كيف أن مدننا اليوم تفتقر إلى الكثير من الموارد الأساسية التي نحتاجها في حال إنهارت خدمات مثل المياه والطاقة وإن تعطلت حركة الشحن والنقل العالمية. وبذلك يتبين لنا وبوضوح أكبر كم أصبحنا معتمدين على مجموعة من العوامل الخارجية لتأمين أساسيات نحتاجها للبقاء على قيد الحياة.
والسبب في ذلك أن مدننا لم تعد مهيئة (كما كانت سابقا) للتعامل مع هذا النوع من الظروف. وذلك ليس لأنه كما هو شائع أن « ليس هنالك تخطيط مديني في لبنان »، فعلى العكس تماما، هنالك تخطيط مديني قوي ونافذ جداً في هذا البلد. المشكلة هو أن هذا التخطيط لا يخدم مصلحة السكان العامة. أهدافه ليست تحقيق العدالة الاجتماعية ومساعدة الفئات الفقيرة، وليست خلق بيئة نظيفة…
Voir l’article original 1 136 mots de plus