د. جورج زكي الحـاج
في غمرةِ البشاعة، وفي زمن الانحطاط الفنّي ورحيل الإبداع، وفي زمن تقهقر الشّعر وتحوّله إلى طلاسم ومربّعات كلماتٍ متقاطعة، وإلى إسفافٍ لغويٍّ أين منه إسفافُ عصر الانحطاط، وتحوّلِ الرّسم إلى مكعّباتٍ ومربّعاتٍ وزوزقةِ ألوان تنفر منها العين قبل الذوق، وفي زمن تحوّل الرّقص إلى حركاتٍ شيطانية وإلى قفزٍ أين منه قفزُ السعادين على أغصان الشجر، وفي زمن تحوّل الموسيقى إلى قرقعاتٍ وأصواتٍ تؤذي السَّمعَ وتودي إلى أوجاعٍ في الرّأس لا تنتهي، وفي… وفي… وفي… تولدُ هناك إبداعاتٌ من نُطَفٍ أصيلة في رحِم الحياة، تُبقي على شيءٍ من الأمل، لتُبشّرنا بأنّ الأصالة لا تموت، وبأنّ الموهبة هي أساس العطاء الإبداعي، وبأنّ الزنبقة لا تخنقها الأشواكُ مهما تكاثرت، لأن مصيرها اليباس في نهاية الربيع، وبأنّ الريحانة لن يموت عطرها مهما تلبّد الجوُّ بضباب الخريف.
Voir l’article original 679 mots de plus